وأصدر زعماء الكنيسة العراقية بيانا قالوا فيه إنهم يخشون من أن الدولة في العراق “ستواصل عدم اتخاذ إجراءات جدية للحفاظ على حقوق المسيحيين” بعد اجتماعهم في دير في أربيل.
الجذور المسيحية العراقية “عميقة”
وفي بيانهم الرسمي، قال زعماء الكنيسة إن “المسيحيين ليسوا أقلية في وطنهم، ولا مجتمعًا أو سلعًا مستوردة، جذورهم عميقة في العراق، ولم يتوقف تواجدهم، كان للمسيحيين، قبل ظهور الإسلام وبعده، دور متجذر في تاريخ العراق وبلاد الرافدين، أرض “البدايات” والحضارات الأولى. ويشكلون جزءاً أساسياً من هذا التراث الثقافي والاجتماعي والوطني.
وتابعوا: أن “المسيحيين بطبيعتهم ومعتقدهم مسالمون. إنهم لا يميلون إلى العنف والانتقام، بل إلى المحبة والرحمة. لكنهم رغم ذلك تعرضوا لضغوط واعتداءات ومحاولات للاستيلاء على منازلهم وممتلكاتهم بطرق ملتوية، مما دفع من يملك الإمكانيات إلى الهجرة، حفاظاً على حياتهم ومستقبل أبنائهم”.
كما أعرب القادة عن مخاوفهم من تهميش الدولة لحقوق المسيحيين العراقيين، قائلين: “كل ما نخشاه الآن هو أن تستمر الدولة في عدم اتخاذ إجراءات جدية للحفاظ على حقوق المسيحيين وتوفير العدالة لهم وإعادة ممتلكاتهم المغتصبة”. … لكن لا أحد يستجيب لطلبنا”.
وخلال اجتماعهم، قرر زعماء الكنيسة إلغاء احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة احتراما لضحايا حريق حفل الزفاف في قرقوش والمحاصرين في الصراع بين إسرائيل وغزة”.
وأضافوا أن “الاحتفالات ستقتصر على الصلوات والطقوس الكنسية، احتراما لضحايا قرقوش والأراضي المقدسة”. “لذلك لن نتمكن من قبول التهاني واستقبال المسؤولين في الكنائس”.

وهذه هي المرة الثالثة التي يلغي في مسيحيو العراق الاحتفالات بعيد رأس السنة واعياد ميلاد المسيح خلال 10 سنوات، حيث سبق ان أعلنت بطريركية الكلدان في العراق والعالم في عام 2019، إلغاء مظاهر الاحتفال بأعياد ميلاد السيد المسيح، ورأس السنة الميلادية في العراق، “احتراماً لأرواح الشهداء من المتظاهرين والقوات الأمنية الذين سقطوا في ساحات الاحتجاج، وتضامناً مع أوجاع وآلام عائلاتهم”، في إشارة الى تظاهرات تشرين.

وفي عام 2014، تم أيضا إلغاء مراسيم احتفالات اعياد الميلاد تضامناً مع العوائل المسيحية النازحة وعوائل شهداء القوات الامنية من الجيش والبيشمركة، بسبب احداث الموصل حينها.