أعلن باحثان في جامعة آرهوس وجود دواء يمكنه أن يمنع وصول الفايروس إلى الرئتين، ما يعني إنقاذ حياة آلاف المصابين المشرفين على الموت.

ووفقاً لتقرير نشرته وسائل إعلام دنماركية فإن “الدواء المقصود اسمه كوموستات مسيليت camostat mesylate، وقد طوّره اليابانيون منذ سنوات لعلاج حرقة المعدة والتهاب البنكرياس”.

ويضيف التقرير إن “المحاضرين الإثنين في مستشفى جامعة آرهوس؛ “مادس فوغلسانغ كيلبي” من قسم الصيدلة السريرية، و”أوله شميدت سوغارت” في قسم الأمراض المعدية، يعتقدان أن الدواء يمكنه أن يحدّ من تأثيرات فايروس كورونا، عبر تثبيط أحد الإنزيمات الموجودة في أجسامنا. ومع تحييد هذا الإنزيم، فإن كورونا سيعجز عن اختراق خلايا الرئتين السليمة، ما يجعل من تكاثره ومهاجمته خلايا أكثر صحة، أمراً مستحيلاً”.

وأوضح “كيلبي” أن “هناك محاولات مشابهة في اليابان وألمانيا لاستعمال الدواء نفسه، لكنه وزميله “سوغارت” سبقا سواهما من الباحثين في تحقيق نجاح لافت، بفعل التصرف السريع، والإيمان بالمهارات المناسبة لإنجاز المشروع”.

من جهته، يأمل “سوغارت” في أن يقلل الدواء مدة المرض وشدّته، بحيث لا يحتاج المصابون إلى أجهزة التنفس عند مكوثهم في العناية المركزة، والعودة إلى منازلهم بعد قضاء مدة قصيرة في الحجر الصحي، الأمر الذي يخفف الزخم الشديد على المستشفيات وكوادرها الطبية والتمريضية”.

وإذا سارت الأمور كما يتمنى الباحثان، فيمكن البدء بعلاج الدنماركيين المصابين بكوفيد-19 عبر إجراء التجارب على الدواء المذكور، في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، وذلك للمرة الأولى منذ ظهور الوباء.

وفيما ينتظر الباحثان وصول شحنة الدواء من اليابان والبدء بالتجربة السريرية، سمحت وكالة الأدوية الدنماركية ولجنة الأخلاقيات العلمية، باستخدام الدواء للمرة الأولى في علاج مرضى كوفيد-19. وإذا وصل العقار في الوقت المناسب، فيمكن البدء بوصفه للمرضى في غضون أسابيع، علما أن وكالة الأدوية اليابانية وافقت على استعماله منذ سنوات، الأمر الذي يطمئن المرضى على سلامتهم من آثاره الجانبية المفترضة.

ويعود تفاؤل الباحثين بالدواء أيضاً، إلى نجاحه في تجارب أجنبية سابقة على الفئران وسواها من الحيوانات. وقد أثبت فعالية لافتة في علاج فايروس سارس الذي انتشر في أنحاء العالم كافة خلال العام 2002.

ويشير “سوغارت” إلى أن خلفية الدواء التي تدعو إلى الأمل، تحتاج أن تتأكد عبر التجارب المرتقبة، لإثبات أنه يملك التأثير نفسه، في وقت أعرب “كيلبي” عن أمله بنجاح العقار في تقليل عدد المصابين والحد من الوفيات.

يشار إلى أن مؤسسة “لوندبيك” منحت الباحثين مبلغ خمسة ملايين كرونة دنماركية لإجراء التجارب التي تشمل نحو 180 مريضاً بكوفيد-19 في أنحاء الدنمارك كافة.

ويؤكد الباحثان حاجتهما إلى ما بين 3 و4 أشهر لإثبات فعالية الدواء ضد كورونا من خلال التجارب، قبل أن يسمح نظام الرعاية الصحية في الدنمارك باستعماله على نطاق واسع.

By HAIDAR ALMOSAWY

كاتب صحفي عراقي، ومدقق معلومات