علّمتْني تلميذَتي كلَّ شيءٍ

ودَعَتْني بأنْ أقولَ فعَلْتُ

كانَ أجْدى الاّ أكونَ بليغًا

لُغةُ الشِعرِ صَيْدُها والسّبْتُ

مرَّ عُمري وخِلْتُها بجِواري

كلَّ يومٍ أَمشي لها وابْتَعدْتُ

لعْنَةُ الشِّعْرِ أنْ تَكونَ حبيبًا

لفَتاةٍ ما هَمّها ذا  الوَقْتُ

للِقاءٍ أو بِضْعةٍ مِنْ لِقاءٍ

ألفُ بيْتٍ قدْ قُلتُهُ وانتَظَرْتُ

بينَ شَكّي وبينَ بعْضِ يَقيني

ذِكرياتّ جميعُها ما شِئْتُ

عادَ لي رُشْدي مرّةً فَأراني

في المَرايا الوجْهَ الذي كَمْ كَرِهتُ

يا فُؤادي أَطِلْ بيَ التِّيهَ هذا

فأنا السّاكِنُ الذي قدْ سَئِمْتُ

وجهُ غادا في اللاّمَكانِ جَميلٌ

وأنا في غُموضِها إعْتدّتُ

ولقدْ شاءَني الهوى مَفْؤودًا

فتَعالى الشِّعْرُ الذي قدْ كَتَبْتُ

حُبّها بي كأنّما حُبِّ طِفْلٍ

إلاّ أنّي مِنْ غيرِها قدْ وُلِدْتُ

يا لِنَهْدٍ رأيْتُهُ ذاتَ يومٍ

فكأنّي مِنْ قَبلِهِ ما نظَرتُ

ولِثغْرٍ قَبّلتُهُ فسَقاني

وكأنّي مِن قبلِهِ ما شَرِبتُ

ولِعيْنٍ في لَحْظِها عرَفتْني

وكأني منْ دونِها ما عُرِفتُ

وجْهُ غادا كالقِبلتَينِ مَرومٌ

نزّلَ الوحيُ حُسْنَهُ ونزَلْتُ

الشمْسُ فوْقي والهوى في فُؤادي

أَسَماءً أمِ اثْنتَيْنِ رأَيْتُ

صوّرَ اللهُ الحُسْنَ في ورَقاتٍ

وبِغادا قدْ راقَهُ ألنّحْتُ

آبْتَعدْنا أمْ أنّها لا تُبالي

أمْ تُراني لستُ الذي قدْ كُنْتُ

ليتَ غادا تَجيئُني حيثُ أحيا

وإذا لا فليتَني قدْ مِتُّ

ناجي مخ

By HAIDAR ALMOSAWY

كاتب صحفي عراقي، ومدقق معلومات