الشاعر اللبناني الدكتور ناجي مخ  مخاطبا احد شعراء بلاده بعد اسائته للعراق ,على اثر جدلية قامت بين حزب لبناني  من جهة وعراقيين من جهة اخرى بسبب نقل مسلحي داعش من سوريا الى الحدود العراقية ما دفع بالأخير للاعتذار .

 

السّبْتُ أوْلى للنّكيرِ وأجمَلُ

وأنا بِطارِقَةِ الجهالَةِ أُذْهَلُ

حَمّلتُ أشعاري الجِبالَ فأجْهَضتْ

وعلى النّخيلِ تَوَلّدٌ، وتَجَلْجُلُ

وأنا العُراقُ، فكيفَ زارَ دفاتِري

مَنْ عَلّمَتهُ الحادِثاتُ ويَجْهَلُ

لبنانُ ما حالي بِفيفِكِ مُتْعَبًا

حَمّلتَني ما لا أطيقُ وأحمِلُ

سأقولُ فيكَ الشِّعْرَ حتى لا أرى

مِنْ بعدِ ما قُلْناهُ مَنْ يَتَحَمّلُ

الشاعِرُ المخْصيُّ والبلدُ الوفيُّ

لكُلِّ مَنْ في فارِسٍ لا يُنْسَلُ

وأنا العُراقُ، فكيفَ زارَ مراقِدي

ما لمْ تَكُنْ عَلياؤهُ ما يَفْعَلُ

خاطبتُ بغْدادًا فردّ سلامَها

الحَدْباءُ واشْتاقتْ اليَّ الموصلُ

للحزْبِ وجْهٌ آخَرٌ ما راءَهُ

الاّ أنا والله والمسْتقْبَلُ

قتَلَ الحسينَ يزيدُ يومًا واحدًا

وبكُلِّ يومٍ في يدَيْكَ يُقَتّلُ

يا سيِّدًا تهجو الكِرامَ فِعالَهُ

فعلىَّ رَدُّ السوءِ إنْ لمْ يَفعلوا

قدْ قالَ شاعِرُكَ الكلامَ لدرْهَمٍ

وأقولُ شِعْري في العُراقِ وأَبْذُلُ

كُلُّ المناكيدِ الذينَ تُحُبّهُمْ

شيءٌ مِنَ الغيمِ الذي لا يَهْطِلُ

شابَ الزّمانُ وآن لي ألاّ أرى

نَعْلاً بأَقدامِ الوغى لا يُنْعَلُ

وسَللتُ أقْلامَ الرُّواةِ كأنّني

أغْتابُ فيها الوحْيَ وهوَ المُنْزِلُ

لا يُمْنَحَنَّ القاتِلونُ مدينَةً

فيها نُفوسُ النّاسِ لا تَتَبَدّلُ

ما ماتَ في الكوفاتِ ابنُ محمّدٍ

إنَّ المَنِيَّةَ دائِمًا تتَنَقّلُ

وأنا العُراقُ فمنْ يلومُ دَخيلَتي

إنّي كمثلِ الحُسْنِ لا أَتَجَمّلُ

وأنا العُراقُ فمنْ يحطُّ بدِجلَةٍ

طَيْرًا فَإنَّ  الليْثَ فيها الأوّلُ

حَمْلُ السّلاحِ على الكُتوفِ ضَمينَةٌ

والفارِسُ العرَبِيُّ لا يَتَعَجّلُ

إنْ كانَ قتْلُ الناسِ عندَ عدُوّنا

حِلاً، ففيمَ حرامُنا ما حَلّلوا!

لا تَدْخُلنَّ مدينَةً كوفِيَّةً

إنْ كُنتَ بينَ الدِّجلتَينِ سَتُعْقَلُ

والموتُ يستَبِقُ الحياةَ بِسيفِنا،

فلِمَ المَنِيّةُ عندَكُمْ تتَسَوّلُ؟