استنكرت دول عربية وأجنبية ومنظمات إقليمية ودولية، أمس الاثنين، المجزرة الإسرائيلية بحق مسيرات سلمية فلسطينية على حدود غزة، منددة بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.

 

وأعلنت تركيا استدعاء سفيريها في واشنطن وتل أبيب للتشاور، على خلفية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ومجزرة غزة.

كما أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حدادا وطنيا في تركيا لمدة ثلاثة أيام تبدأ الثلاثاء؛ من أجل التضامن مع الشعب الفلسطيني.

وحذّر العراق، في بيان للمتحدث باسم خارجيته، أحمد محجوب، من تداعيات “خطيرة” لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مدينا استخدام السلطات الإسرائيلية العنف ضد المدنيين المحتجين بغزة.

فيما أعربت قطر أيضا عن “استنكارها وإدانتها بأشدّ العبارات للمجزرة الوحشية” التي ترتكبها إسرائيل تجاه الفلسطينيين في غزة خلال احتجاجاتهم “المشروعة”.

وحمل الأردن إسرائيل، “كقوة احتلال”، المسؤولية عن “الجريمة التي ارتكبت في قطاع غزة”، ودعا المجتمع الدولي إلى توفير حماية للشعب الفلسطيني.

وأدانت الكويت الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية بإطلاق الرصاص ضد أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق ممن تظاهروا احتجاجا على بدء مراسم نقل سفارة واشنطن إلى القدس، بحسب بيان لمجلس الوزراء.

وأعلنت مصر رفضها القاطع لاستخدام القوة في مواجهة مسيرات سلمية، واعتبرتها تصعيدا خطيرا في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وحذرت مصر، في بيان لوزارة الخارجية، من تبعات التصعيد في الأراضي المحتلة، واستهداف المدنيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

من جانبها، نددت الخارجية البحرينية “بشدة”، باستهداف “المدنيين من الشعب الفلسطيني الأعزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي”.

وأكدت الوزارة، في بيان، رفضها التام لاستخدام إسرائيل القوة في مواجهة المسيرات السلمية الفلسطينية، في إشارة إلى احتجاجات غزة.

ودعا عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي بالجزائر)، الشعب الأمريكي إلى الوعي بخطورة سياسة رئيسه (دونالد ترامب) على سمعة بلادهم ومصالحها بعد قراره نقل السفارة إلى القدس المحتلة.

وشدد مقري، وفق بيان له، على أن “الكيان الصهيوني (إسرائيل) لا يفهم لغة التظاهر الشعبي والسلمي الأعزل بعيدا عن الاستراتيجية الشاملة للمقاومة، وأن النهج القويم لمواجهته هو النهج النوفمبري”، في إشارة إلى المقاومة الجزائرية المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي في الجزائر (1954/1962).

وأدانت تونس بشدة عمليات القتل الممنهج للفلسطينيين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، داعية المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية للتدخل الفوري، وفق بيان للخارجية التونسية.

شخصيات وأحزاب عربية

وفي السودان، أدان القيادي الإسلامي بحركة “الإصلاح الآن”، أسامة توفيق، المجزرة الإسرائيلية ضد المتظاهرين في قطاع غزة، واصفا إياها بـ”العار” و”المأساة العظيمة”.

بدوره، أدان حزب المؤتمر الشعبي السوداني “الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون المشاركون في مسيرات العودة”.

ودعا القيادي بالحزب أبوبكر عبد الرازق، في تصريح للأناضول، “أحرار العالم والعرب والمسلمين للخروج والضغط على حكوماتهم، لتبنى مواقف قوية وواضحة لدعم القضية الفلسطينية، ووقف العدوان الذي تتعرض له”.

من جانبه، اعتبر رجل الدين الشيعي البارز في العراق، مقتدى الصدر، أن افتتاح سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في القدس، بمثابة “معاداة للأديان السماوية”.

واعتبر الصدر، في بيان، أن افتتاح السفارة “وصمة عار أخرى للاستعمار والاستكبار العالمي مع افتتاح بناية الشر الأمريكية (السفارة) في القدس الأقدس في فلسطين الإباء والجهاد”.

وفي تونس، أدانت أحزاب من توجهات مختلفة الاعتداءات الإسرائيلية ضد المحتجين في غزة، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل “الفوري” لوقف تلك الانتهاكات.

وجدّدت الأحزاب التونسية، في تصريحات منفصلة لقاداتها للأناضول، رفضها لقرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها بإسرائيل إلى القدس.

والأحزاب هي: “النهضة” (إسلامي)، و”نداء تونس” (ليبرالي)، والحزب الجمهوري (وسطي) وحزب حراك تونس الإرادة (وسط/ يسار اجتماعي ديمقراطي)، إلى جانب حزب “التكتل من أجل العمل والحريات” (وسط يسار/ اجتماعي ديمقراطي).

 

وفي الجزائر، أدان حزب “التجمع الوطني الديمقراطي”، بقيادة رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي، في بيان، سقوط عشرات الشهداء الفلسطينيين بغزة برصاص الجيش الإسرائيلي، واصفا ما يحدث بـ”الاغتيالات الإرهابية”.

وفي المغرب، ندد برلمان المملكة، في جلسته العامة أمس، بالقرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس، و”التصعيد الهمجي” الإسرائيلي ضد مسيرات العودة على حدود غزة.

وفي اليمن أيضا، أدان وزير خارجية البلاد، عبد الملك المخلافي، في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”، “عملية القتل الإجرامية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العزل”.

بلدان غربية

وأعرب وزير الخارجية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو، عن قلق بلاده إزاء سقوط الضحايا الفلسطينيين في قطاع غزة، داعيا، في بيان له، كافة الأطراف إلى “تجنب المزيد من إراقة الدماء”.

وأعربت الحكومة البريطانية عن قلقها إزاء العنف ضد الفلسطينيين الذين نظموا مظاهرات سلمية على حدود قطاع غزة.

وقال بيان صادر عن رئاسة الحكومة البريطانية: “نشعر بالقلق بشأن أخبار العنف والموت في غزة”.

كما طالبت الخارجية الألمانية جميع الأطراف بالعمل لضمان عدم تفاقم الأوضاع في قطاع غزة، وإحلال “تهدئة عاجلة” بغزة.

وقالت الخارجية الألمانية، في بيان نشرته على صفحتها بموقع التدوينات القصيرة “تويتر”، إنها تلقت التقارير بشأن المواجهات الدموية بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية بـ”فزع وقلق بالغين”.

وأعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن تضامن بلاده مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا أهمية أن تبقى التظاهرات سلمية وشعبية.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قدم ماكرون تعازيه بالضحايا الذين سقطوا اليوم في قطاع غزة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.

منظمات إقليمية ودولية

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه إزاء ارتفاع أعداد القتلى على حدود قطاع غزة.

ونقلت وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية عن “غويتريش” قوله “أنا قلق بشكل خاص بشأن الأخبار القادمة من غزة وتفيد بوقوع عدد كبير من القتلى”.

وأعلنت بعثة الكويت الدائمة لدى الأمم المتحدة، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة اليوم

الثلاثاء؛ بشأن مقتل عشرات الفلسطينيين على أيدي قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة أمس الاثنين.

كما طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، زيد بن رعد الحسين، بإنهاء القتل تجاه المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة.

وكتب الحسين، في سلسلة تغريدات على “تويتر”: “عمليات القتل الصادمة للعشرات وإصابة المئات جراء استخدام الذخيرة الحية من قبل إسرائيل في غزة يجب أن تتوقف الآن”.

وقالت منظمة التعاون الإسلامي إنها ستعتمد إجراءات اقتصادية وسياسية ضد الدول والجهات الفاعلة المؤيدة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وطالب مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي، الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بـ”التدخل الفوري والعاجل؛ لوقف المذابح الدموية التي تقترفها قوة الاحتلال الغاشمة إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل”.

ويأتي نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس تنفيذا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي حدد الموعد ليتزامن مع الذكرى السبعين لقيام إسرائيل، وهو تاريخ “نكبة” الشعب الفلسطيني.

وأعلن ترامب، في السادس من كانون الأول/ ديسمبر 2017، القدس عاصمة لإسرائيل، وقرر نقل سفارة بلاده إليها؛ ما أشعل غضبا في الأراضي الفلسطينية، وتنديدا إسلاميا وعربيا ودوليا.

وأسفرت التظاهرات عن سقوط 58 شهيدا، فيما جرح أكثر من 2771 آخرين، جراء الاعتداءات الإسرائيلية، بحسب أحدث إحصائية لوزارة الصحة بقطاع غزة.