هادي جلو مرعي 

هي فعلا فتاة فقد ولدت في 1986 لكنها نمت سريعا كبقية الإناث، أو مثل الأشجار في الربيع، لايتن ميستر شاركت في بطولة فيلم (كانتري سترونج) الذي أنفق عليه مبلغ 15 مليون دولار أمريكي، وهو ممتع للغاية فهي منافسة شابة صغيرة لفنانة مشهورة (جوينيث بالترو) التي تواعد زميل لايتن (غاريث هيد لوند) وهو مطرب يغني في الحانات، وكان يرفض دائما الإستجابة لطلبات زوج بالترو الذي يدعوه للسفر معه في رحلات غنائية هو وصديقته الشابة، ويقول لبو، أنا أكتفي بالحانات هذه، ولايهمني كثيرا تغيير الجمهور، كانت الشابة (لايتن ميستر) معجبة بالمغنية بالترو فقد كانت شهيرة، وكانت نصيحة بالترو للايتن، أن لاتنام مع زوجها..
تغني لايتن، أنا فتاة أحب الصيف، بالتأكيد فدرجات الحرارة في معظم الولايات المتحدة الأمريكية معتدلة في الصيف بل ومريحة للأعصاب، ومختلفة تماما عنها في بقية بلدان الأرض وأعني منها العربية والخليجية تحديدا التي تلتهب فيها الأجواء صيفا الى مستوى قياسي يثير الأعصاب، وبينما تبدي المغنية الشابة إعجابها بالصيف وتغني له كثيرا لأنه يفجر الطاقات في روحها المترفة وهي تتنقل من ولاية الى أخرى وتعيش أجواء المرح والفرح وترقص مع الفقراء والسكارى، تشتعل عندنا الأرض والسماء ويتحول الأفق الى نوع من الجحيم.
في مطلع مايو تبدأ جهنم بالإتقاد الحاد في الشرق الأوسط خصوصا في بلدان الخليج ومنها العراق والتي يتوقع لها الخبراء أن لاتكون بيئة صالحة للعيش خلال السنوات القادمة، وفي غضون قرن من الزمان ستنتهي الحياة فيها تماما وستتصاعد الحرارة الى مستوى غير مسبوق لأسباب عدة منها، إنبعاثات الغازات بسبب الصناعة والمعامل العملاقة والتجارب النووية ونوع الحياة الفوضوي على الأرض والجشع المريب عند الدول الصناعية الكبرى ومصانع تكرير النفط وصناعة البتروكيمياويات وغيرها من مصادر الإنبعاث القاتل المسبب للإحتباس الحراري.
علينا أن نستعد لنوع مختلف من الحياة في بلداننا العربية والخليجية ولن تنفع هنا أغنية لايتن، أنا فتاة أحب الصيف، فنحن كفتيان وفتيات وشيوخ ونساء وأطفال كلنا نحب الشتاء ونهتف له مثل هتاف البسطاء للحاكم الذي قرر أن يزورهم ويلوح لهم بيديه مبتهلا بدوام ضعفهم وبقاء سلطانه وحكمه. نحن نحب الشتاء ونتعشقه وننتظر قدومه بلهفة وحتى لو قتلنا البرد فسنكون مطمئنين وهانئين وسعداء.