تناول الكاتب سي جي ويرليمان في مقال نشره بموقع ميدلإيست آي البريطاني، أسباب عدم اعتذار أميركاعن تدميرها العراق ، وقال إن منأهمها: فقر القيم الإنسانية بالتعليم الأميركي، والثقافة التي تعلي من شأن المغامرة، ومرض العظمة الجماعي.
وأعرب ويرليمان في مقاله عن دهشته من حقيقة أنه وبعد الكشف عن الكذب وراء قرار غزو العراق وبعد الدمار المادي والبشري والإنساني الهائل الذي يقول العلماء إن آثاره ستدوم أجيالا لا تحصى بالعراق، يكشف استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث مؤخرا أن 43% من الأميركيين لا يعتقدون أن غزو العراق كان خاطئا.
وقبل الإجابة عن سبب موقف هذا العدد الكبير من الأميركيين، أشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة شنت قبل غزوها العراق عام 2003 حربا دامت عقدين ضده، وتسببت في مقتل 1.7 مليون مدني نصفهم من الأطفال.
أجيال وأجيال
أما الغزو فقد تسبب في مقتل مئات الآلاف وإطلاق حرب أهلية طائفية وظهور تنظيم الدولة الإسلامية ، وفي ارتفاع مخيف بعدد حالات الإصابة بالسرطان وتشوهات المواليد وتلويث المياه والتربة بالإشعاعات النووية، الأمر الذي يمثل تهديدا وجوديا ليس للأحياء من العراقيين بل للذين لم يولدوا بعد وسيولدون خلال مليارات -“نعم مليارات”- السنوات القادمة.
لماذا نجد هذا الرضا الواسع وسط الأميركيين -الذين يفخرون بقيم الديمقراطية الليبرالية – بحمام الدم الذي نفذوه بالكذب والتضليل وانتهاك القانون الدولي ، واعتمادا على مزاعم استخباراتية ملفقة تماما؟
الفقر بالتعليم
يقول الكاتب إن تفسير ذلك نجده في نظام التعليم الأميركي الذي لا يُعلّم التلاميذ شيئا عن العالم الموجود خارج حدود الولايات المتحدة، وأصبح يركز بشكل مهووس على النجاح في الاختبارات أكثر من تعليمهم كيفية التعلم. ونتيجة لذلك نجد أنه في 2006 كان 63% من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما لا يعرفون مكان العراق على الخريطة، رغم غزوهم إياه وحصاره قبل ذلك.
الشعور الوهمي بالعظمة مزقته هجمات 11 سبتمبر، الأمر الذي خلق رغبة انتقامية للحفاظ على حدود ما تهيمن عليه أميركا أو حتى توسيعه |