ناجي مخ- بيروت

قُمحُنا الأسمرُ الذي في التّرابِ

منْجِبٌ ما على كتوفِ الرّقابِ

أيّها العرْبُ كُلّكمْ  مِنْ سَرابٍ

وكثيرٌ بأنّكمْ مِنْ سَرابِ

وقليلٌ يا سادَتي أنّ مِثْلي

وجَدَ الجهْلَ في فمِ الأعْرابِ

كَثُرَ السُّؤْلُ عنْ ضجيجِ حياتي

وتمَنّي المُسْتَبْعَدونَ اقْتِرابي

أرِجالٌ، هذا الزّمانُ ونَمْضي

فأروني رُجولَةَ الإِنْجابِ

كُلّما أنجبَ الوصِيُّ وَصِيًا

قتَلَ الجَهْلُ حُجَّةَ الأَلْبابِ

اسمعوني، أنا أنا غيرُ هذا

إنّهُ لا يُجيدُ دينَ الغابِ

إنّهُ يرْضى ما بهِ مِنْ صَغارٍ

ويُعادي قَناعةَ الأَسْبابِ

ما يعينُ النّخيلَ قبْلَ هَزيزٍ

ومنايا غِرْناطَةِ الزّرْيابِ؟

عرَبيٌّ يا سادتي وكَأنّي

أعْلِمُ الناسَ ما يكونُ عِقابي

بيْدَ أنّ الهوى بنا عَربِيٌ

قبْلَ خَتْنِ العُقولِ في المِحْرابِ

ما ذكرتُمْ مُحمّدًا في صلاةٍ

أو علِيًا في مجْلِسِ الخَطّابِ

أَنْكدُ الفعْلِ فِعلُكُمْ في الرّزايا

فِتْنَةٌ مِنْ جَوارِحٍ وثِيابِ

أبْرؤ اليوْمَ أنّني في بلادٍ

فهِمتني على نقيضِ صَوابي

إنني أعْرِفُ الغَبِيَّ ولكنْ

إنّما الفَهْمُ رَغْبةُ الطُّلابِ

ها أنا شاعِرُ الثرى والثُّريّا

والمَعاني كَريمةٌ في كِتابي

أَشْهِدو الحرْفَ تسمعوا  الحقَّ مِنهُ

وابحثوا عَن مَثابةٍ عند بابي