أنا منزعج يا حبيبتي؛ أصدقائي المعتقون في السهر والنساء صاروا ينامون مبكراً، أصدقائي الذين يتزلفون بالخمرة للقصيدة
صاروا ينامون مبكراً
الجندي
الذي استلفت منه
-ذات مرة-
ثمن الوصول للبيت،
البارحة أخبرته: اني سأفي ما بذمتي
الا انه صار ينام مبكراً
فنسي دينه!
كل الذين يجيدون السهر والشعر
و الغزل،
وخلع الثياب وفعل اشياء اخرى
صاروا ينامون مبكراً.
الشارع الذي
كنا نشغل رأسه كثيراً،
نزعجه بضحكاتنا الساخرة،
نخنقه بالدخان،
واحياناً
نلقي عليه مسؤولية
حفظ عُلب السجائر
واخفائها
لئلا يفتضح الاباء امرنا
قبل أيام من الآن
سقط رأسه بعبوة صديقة!
فتناثرت الذكريات والصور
على هيئة اناث ممزقة
اذكر صورة:
كنت فيها ارتدي
بنطالاً عريضاً يفيض من الصورة،
وقميصاً اسود اللون
تماماً،
يشبه هذه الحياة
و أضعُ شارباً
لا تتجاوز شعراته
أصابع اليد الواحدة؛
لا افقه ما معنى ان تكون صغيراً
وتحاول ان تتسلق شجرة العمر
لتكبر باقصى سرعة ممكنة!
ربما،
الموقف الكبير في الطفولة
هو من يمنحك
قدم ثبات
لتحقيق الذات فيما بعد!
ما يهمني الآن
ان الشارع هذا
صار مثلهم
ينامُ مبكرا.
لا عليكِ
ليس مهماً اذا ما نام الجميع
المهم
من يخلد في الحياة مبكراً.