تحدثت  وكالة أنباء رويترز عن عائلة مسلمة تمتلك مفاتيح كنيسة القيامة وتعتني بها في تقرير صحفي، والتقت بابنهم أديب جودة.

يقول جودة (53 عاما) إنه منذ قرون تم الاتفاق على ائتمان عائلته التي تعد من أبرز العائلات في القدس على مفتاح يوحي شكله بالمهابة هو مفتاح كنيسة القيامة المبنية في الموقع الذي يعتقد كثيرون من المسيحيين أن المسيح صلب ودفن فيه.

ويقدر أن هذا الترتيب يرجع إلى عهد صلاح الدين الأيوبي.

ويضيف جودة: “بكل أمانة هذا شرف عظيم لمسلم أن يحتفظ بمفتاح كنيسة القيامة أهم الكنائس في المسيحية”.

وائتمنت عائلة أخرى من أقدم العائلات المسلمة في المدينة هي عائلة نسيبة على مهمة فتح أبواب الكنيسة وإغلاقها ويتولى أفرادها القيام بهذه المهمة إلى اليوم. وتحتاج المهمة لأصابع قوية إذ أن طول المفتاح يبلغ 30 سنتيمترا ويزن 250 غراما.

ويختلف المؤرخون في الظروف التي أدت إلى هذا الترتيب. ويقول بعض الباحثين إن صلاح الدين هو الذي منح العائلتين هذه الوصاية. كما كان لها تداعيات مالية إذ فُرض رسم دخول على الزائرين كان يتم تحصيله عند الباب.

غير أن جودة يقول إن الوثائق لا ترجع إلا إلى القرن الـ 16 ويعرض عشرات “الفرمانات” التي أصدرها الحكام في عهد الإمبراطورية العثمانية بمنح الوصاية على المفتاح لأسرته.

وتضم البلدة القديمة في القدس اليوم مواقع مقدسة عند الديانات السماوية الثلاث.

ويقول جودة إن المفتاح عمره حوالي 800 عام ويضيف أن نسخة أخرى يحتفظ بها من المفتاح انكسرت بعد استخدامها على مدار القرون.

ويضيف: “بدأت أتعلم ذلك وأنا عمري ثماني سنوات. يتوارثه الأبناء عن الآباء. وأنا أقوم بتلك المهمة منذ 30 عاما وأشعر أن كنيسة القيامة بيتي الثاني”.

وتشترك الكنيسة الأرثوذكسية وكنيستا الأرمن والروم الكاثوليك في الإشراف على الكنيسة حيث تشتد التوترات في كثير من الأحيان حول السيطرة على قطاعاتها المختلفة.

وتقول إيسكا هاراني الباحثة في الديانة المسيحية إن ائتمان أسرتين مسلمتين على المفتاح والأبواب يسهم إلى حد ما في الحفاظ على السلام بين الطوائف.

وأضافت هاراني “من المؤكد أن الكنيسة نموذج يحتذى به للتعايش”.