بانتظار أن يمدح ناجي مخ لبنان ، فإذا به يمدح مصر الكنانة..ويبلغها الشوق

آتيكِ يا مِصْرُ في شَوْقٍ وأنتِ أنا
لا أعْرِفُ السَّعْدَ حتى أَعْرِفَ الحَزَنا
ويَشْهَدُ الشِّعْرُ أَنّي ما سَكَنتُ هوىً
إلاّ ويَسْكُنُني في مِصْرَ مَنْ سَكَنا

أرومُ في يَدِها قَمْحًا، وما عَجَفي
إلاّ لذي أَنَفٍ مِنْ غيْرِها وَطَنا
إنْ حدّثَ الشِّعْرُ عنها فهْيَ منْ كَتَبَتْ
أوْ أعْدَلَ الدّهْرُ وزْنًا، فهْي مَنْ وزَنا
جرَحْتُ فيها جُروحي وهيَ شافِيَةٌ
وكنتُ مِنْ قَبْلِها لا أرْتَدي بَدَنا
تَميمَةُ الحُسْنِ ما مرَّتْ على بلَدٍ
مِن البلادِ سوى قَمْحٍ لِمَنْ عَجَنا
وكنتُ أحْبِسُ أنْفاسي لأَبْلُغَها
كأنّما حالِمٌ ما نامَ أوْ وَسِنا
حتى تَبَلَّغْتُ أنَّ النّيلَ يَعْرِفُني
وصِرْتُ أَنْحَتُ أَشْعاري هُناكَ هنا
كأنّما اللهُ ما أَثْنى خَلائِقَها
فكادَ واحِدُهُمْ أنْ يَمْلأَ الزَّمَنا
مِصْرٌ وأعْرِفُ كمْ للسّيفِ حامِلُهُ
وفي الكَنانةِ طَعْنُ السَّيْفِ إنْ طَعَنا
وكيفَ أمْدَحُ مَنْ لا أسْتَطيعُ بهِ
لِسَطْوَةِ المَجْدِ، في عَيْنَيهِ مُتَّزَنا
أَخافُ مِنْ جِدِّها حتى أمُرَّ بهِ
ولا أَمُرُّ وكانَ السِّرُّ بي العَلَنا
لوْ حدَّثَ النّاسُ عَنْ مِصْرٍ ولو صدَقوا
ففي كلامِكَ عَنْ مَعْناكَ ما شَدَنا
أتيتُ قاهِرَةً ما جاء قاهِرُها
وحيثُ أبلُغُ بَحْري أبلُغُ السُّفُنا…

ناجي مخ، الحقوق محفوظة©