بقلم : جاسم الأسدي
تلعب النساء في أهوار جنوبيي العراق دورا فعالاً في الحياة الأقتصادية والأجتماعيه ، وتقع عليها أعباء كبيره، وأدوار متعدده،والمرأه الأهواريه ورثت كما الرجل معارف ومهارات منذ السومريين فيما يتعلق بالصناعات الحرفيه المتصله بالقصب ، هذا النبات الكثيف والذي يغطي مساحات شاسعه من الأهوار.والذي يعتبر رمزاً مهماً في الموروث العراقي القديم. فهي تجلب القصب من أعماق الأهوار وتنقله بزورق خشبي صغير تقوده بخفه دافعةً أياه بعود خشبي طويل ، ثم تتفنن في صناعة حصيرة القصب المسماة محلياً “الباريه” عبر مراحل متعدده ، آخرها الحياكة على شكل بساط بأحجام مختلفه ، وغالبا ماتستخدم في بناء بيت القصب ” المضيف” والذي يعتبر تحفه معماريه توارث أبناء الأهوار صناعتها منذ أكثر من5 آلاف سنه وكذلك تستخدم ” الباريه” لصناعة الأسيجه، وسقوف زرائب الأبقار والجاموس، وكبساط للجلوس.ومن القصب تصنع المرأه أيضاً قن طائر الحمام
كما تتقن وتنفرد المرأه بصناعة السجاد ، والأنسجه الصوفيه اليدويه، وهي بارعه في حياكتها وتلوينها ونقشها بطرق بدائيه جميله، مستلهمةً من البيئه أشكال التعبير ، كالأسماك، والحيوانات ، والطيور، والنخيل وبألوان براقه زاهيه.
وأبدعت المرأه في صناعة الفرن الطيني ” التنور” فالطين مادته الرئيسيه متوفره بكثره في الأراضي الرطبه ، وحويصلات بذور نبات البردي ” النفاش” الذي ينتشر في الأهوار يدخل في صناعته كماده داعمه للتماسك . وهذه الصناعه اليدويه متوارثه منذ السومرين . ويستخدم في أنتاج الخبز وطهي السمك.
وللمرأه الأهواريه باع طويل في الصناعات الحرفيه المرتبطه بشجرة النخيل، وخاصه مايتعلق بأنتاج المراوح اليدويه المسماة “المهفه” وسلال حفظ وتقديم المواد الغذائيه كالحلويات والفاكهه والخبز.وهذه الصناعات لها جذور تاريخيه لكون شجرة النخيل شجره مقدسه لدى السومرين ، وكان لجمال هذه الشجره وأهميتها وقع في نقوسهم ، ولذا فقد أطلقوا على “إينانا” آلهة الخصب والنماء والحب لقب سيدة بساتين النخيل.
كما تشتهر المرأه في الأهوار بالصناعه الحرفيه المتعلقه بحليب الجاموس، ومنها صناعة الأجبان المسمى محلياً ” بالكصايب” وعادةً ماتنتجه مساءً ليتم بيعه في الأسواق القريبه صباحاً، وهو ماده غذائيه أساسيه لسكان اللأهوار
بودي أن أقول ان ما أستعرضته هو بعض أنجازات وأهتمامات المرأه في أهوار جنوبيي ، لكن ثمة عناصر ثقافية ماديه وغير ماديه أخرى تجدها هنا وهناك بكثره.
ومن الملفت للنظر أن أغلب هذه الصناعات الحرفيه لها علاقه تاريخيه بمنتجي الثقافه الرافدينيه القديمه من جهه وببيئة الأهوار والتي تشكل أهم بيئات الأراضي الرطبه في العراق من جهه أخرى.