أشار رئيس وزراء قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إلى أن بلاده كانت المحرك الأساسي في الأزمة السورية، لتنقلب عليها السعودية لاحقا وتحاول الاستئثار بالملف وحدها.
وقال الشيخ حمد في حديث لصحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية أجري معه قبل أيام: «سأقول شيئا ربما أقوله للمرة الأولى… عندما بدأنا ننخرط في سوريا في 2012 كان لدينا ضوء أخضر بأن قطر هي التي ستقود لأن السعودية لم ترد في ذلك الوقت أن تقود. بعد ذلك حصل تغيير في السياسة ولم تخبرنا الرياض أنها تريدنا في المقعد الخلفي. وانتهى الأمر بأن أصبحنا نتنافس مع بعضنا وهذا لم يكن صحيا».
وفي شأن ما إذا كان الأمر نفسه حصل في ليبيا بعد مقتل القذافي، حيث دعمت قطر فصيلين متناحرين، أوضح آل ثاني: «في النهــاية كان هناك الكثير من الطباخين ولذلك أفسدت الطبخة».
واعترف رئيس وزراء قطر السابق بأن الإيرانيين أذكى مــن العرب قائلا «أعترف بشيء واحد وهو أن الإيــرانيـين أذكى وأكثر صبرا منا، وهم المفاوضون الأفضل».
واضاف «أنظر كم سنة تفاوضوا مع القوى العالمية. هل تعتقدون أن دولة عربية يمكنها أن تفاوض لمثل هذه المدة؟».
وعن رأيه في سلسلة المقابلات التي أجراها الصحفي الأميركي جيفري غولدبرغ مع الرئيس الأميركي باراك أوباما ونشرها في مجلة «أتلانتيك» تحت عنوان «عقيدة أوباما»، حث الشيخ حمد بن جاسم الجميع على شكر أوباما، مضيفا: «بصراحة، أنا أيضا محبط ولا ألومه، فنحن العرب لم نظهر أننا حليف يمكن الاعتماد عليه، يجب أن تكون لدينا علاقة ممتازة مع واشنطن لكن الولايات المتحدة لن تأتي إلى المنطقة كما في السابق».
ومع ذلك لم يقل بن جاسم إنه لا يشارك الآخرين أسفهم، فقال: «لم يكن هناك يوماً توازن في العلاقات الخلــيجية – الأميركية. فعلى مدى 30 عاما ظلت منطقة الخليج تتحــكم بأسعار النفط من أجل الغرب، فماذا ربحنا في المقابل»؟
وأضاف: «عندما كانت أسعار النفط تهبط كثيرا كانوا يقولون تحكموا بالسعر. وعندما ترتفع يبدأون بالصراخ ويسموننا كارتيل (اتحاد احتكاري) ويقولون لا يمكنكم فعل ذلك».

المصدر: “صحيفة الرأي”