إن الذين ينظرون للقمة على أنه مستحيل الوصول إليها سيضيع عمرهم وهم فى وهم كبير دون أن يقطعوا نحو الوصول خطوة واحدة فلاهم يصلون ولكن ربما الجبل يتواضع فيسقط على روؤسهم أما أولئك الذين يسعون نحو تحقيق الهدف وإن لم يحققوا ما يصبوا إليه فيكفيهم شرف المحاولة وروح التحدي وامتلاك نفوس عالية لاتلين ولاتهاب المخاطر بل تسعى وتحاول وترتفع بالهمم عساها أن تصدف أو تصل ولسوف يجازى الله من أحسن عملا أما أولئك الذين يسبطون الناس فلا هم يعملون ولايتمنون غيرهم أن يعمل فعليهم مراجعة أنفسهم وإن لم يعجبهم عمل غيرهم فعليهم أن ينهضوا ويتحركوا ويرون الناس منهم خيرا وبذلك يؤجروا خيرا لهم إن الحاجة الماسة فى إقامة المجتمعات وتثبيتها عندما تهتز وتواجه تغيرات سواء اتفق الجميع أو اختلفوا عليهم أن يرعوا روح الجوار والأهلية ويعلون من دواعى التراحم وغض البصر عن كثير من أمور الخلاف أو الاختلاف إن كانت النفوس حقيقة تريد خيرية ومودة وتعلى من قيم هى تؤمن بها أما أولئك الذين يفجرون من الخلاف ويوسعون حلقاته ثم يصعدون ما بينهم حتى تتسع الفجوة وتتحول النفوس الغاضبة إلى نار مشتعلة تحرق الأخضر واليابس وربما تأخذ الأبرياء والضعفاء ضحايا وهم أجل حلمهم أن يقتاتوا لقمة عيش ولو شظفا ويرتدون ثوبا ولو باليا ويتجرعون شربة ولو غصة فقد يدفعون الثمن غاليا كاملا ثمينا من دمهم أو من دم أولادهم فداء للحالمين والطامعين والطامعين ويظلون دوما سلعة فى يد من يملكونهم ويقدمون لهم بقاياهم وإن لم نعلى من قيم التسامح والمودة ونقصى الكراهية جانبا بل ننحيها حتى نخترق عنق الزجاجة الذي ربما يحطمها تحطيما ولسوف يشهد الزمن على ماخفى علينا اليوم عمدا أو تلبس علينا تلبيسا فإن مرأة الزمن لاتخفى ولاتستر ولكنها ستفضح كل مستور وتعلن كل خفى وسيحكى التاريخ للأجيال كل صغير وكبير وكل يد امتدت غدرا أوقدم سعت ظلما أو عقل دبر بليل أو قلب خفق كراهية أو نفس تطلعت على حساب وسارت على جثث الموتى أو تأمرت من خلف الستار مهما خفى سيأتى اليوم الذي سيعلن ومهما حاول البعض طمس الحقائق وقلبها أوحاولوا نكران شرهم ستحكى السطور والصفحات وتظل تتدارسها الأجيال يوما بعد يوم وجيلا بعد جيل ولكنها أمة لاتموت وشعب خالد الذكريات فى هامة الزمن ورأس الحياة فمن أراد أن يعمل ويجد فلينطلق من أجل إنقاذ وطن وإحياء أمة والنجاة بها من مهلكة ربما تدمرها فكم نحن فى حاجة لكل نفس مخلصة لاتعمل مع أو ضد بقدر ما هى تعمل من أجل وطن فحسب ومن أجل طاعة لله وحق للأهل جميعا فكونوا كما يجب أن تكونوا ويأمل الجمع فيكم يا بنى وطنى حتى لاتكونوا نشاذا فى صفحات تاريخ وطنكم فإن من سبقكم جميعا كانوا فخرا وعزا لأنفسهم ولوطن ولأمة مصر أمانة فى أعناقكم وأمتكم من غيرها كمن يذهب للهيجاء بلا سيف ولارمح .