أكد نيوز – وكالات

 

دعت الولايات المتحدة قادة العالم الإسلامي إلى حماية بعثاتها الدبلوماسية بعد الهجمات الأخيرة التي تسبب فيها فيلم مسيء للإسلام, وقالت إنها بصدد اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لتأمين بعثاتها في العالم برمته.
وتعرضت القنصلية الأميركية في بنغازي للاقتحام والحرق مما تسبب في مقتل السفير الأميركي لدى ليبيا كريستوفر ستيفنس اختناقا, مع ثلاثة موظفين أميركيين آخرين.
وتعرضت السفارتان الأميركيتان في تونس وصنعاء بدوريهما لاقتحام وحرق جزئيين, وسقط قتلى في محيطيهما, كما استهدفت الاحتجاجات أيضا مقار دبلوماسية أميركية وغربية في الخرطوم وعواصم عربية وإسلامية أخرى.
وأعلنت واشنطن إرسال عناصر من مشاة البحرية إلى اليمن لتأمين السفارة, في حين رفض السودان استقبال عسكريين أميركيين للغرض نفسه.
وفي تونس, نفى وزير الخارجية رفيق عبد السلام أمس بشكل قاطع إرسال قوات أميركية لحماية السفارة التي تنتشر في محيطها تعزيزات من الأمن والجيش التونسيين.
حماية أكبر
وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلة مسجلة بثتها مساء أمس محطة سي بي إس الإخبارية الأميركية إن بلاده تتوقع من العالم الإسلامي أن يتعاون معها لحماية السفارات والقنصليات والدبلوماسيين الأميركيين بعد الهجمات الأخيرة.
وكرر أوباما وصف الفيلم المنتج في الولايات المتحدة بالمهين, لكنه شدد على أن ذلك لا يبرر العنف الذي استهدف المقار الدبلوماسية الأميركية في عدد من الدول العربية على وجه الخصوص.
وفي تصريحات متزامنة, قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن واشنطن بصدد اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لتعزيز أمن البعثات والطواقم الدبلوماسية في الخارج.
وأضافت -خلال مؤتمر صحفي بواشنطن مع نظيرتها المكسيكية باتريسيا إسبينوزا- أن بلادها بصدد مراجعة إجراءات الحماية في جميع مقارها الدبلوماسية, وتقوم بتعزيزها حيثما اقتضى الأمر.
وفي هذا السياق تحديدا, أعلن أمس السفير الأميركي في اليمن جيرالد فاير ستاين أن وحدة من المارينز وصلت إلى البلاد بعد مشاورات مع الحكومة اليمنية لدعم تأمين السفارة الأميركية هناك. وتابعت الوزيرة الأميركية أن واشنطن لن تبقى مكتوفة الأيدي حتى يعاقب مقترفو الهجمات على بعثاتها الدبلوماسية.
ونفت بالمناسبة أن تكون واشنطن علمت مسبقا بالهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي.
وأعلنت السلطات الليبية أنها اعتقلت ما لا يقل عن أربعة أشخاص تشتبه في تورطهم في اقتحام القنصلية, كما أُعلن أمس في تونس عن إحالة أربعة من المتورطين في اقتحام السفارة إلى القضاء.
وفي مصر واليمن, اعتقل أيضا عشرات الأشخاص المتهمين بالضلوع في أعمال العنف التي استهدفت سفارتي الولايات المتحدة بالقاهرة وصنعاء.
محاولة إنقاذ
وبشأن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي الذي نفت كلينتون العلم به مسبقا, أظهر شريط بُث أمس على الإنترنت أن مواطنين ليبيين حاولوا إسعاف السفير كريستوفر ستيفنس بعدما عثروا عليه داخل حمام على الأرجح بالقنصلية التي تعرضت للحرق.
وأظهرت اللقطات كيف تم إخراج ستيفنس من المكان الذي كان مغطى بدخان الحريق الذي نشب في القنصلية. وظهر في اللقطات شاب يسأل عما إذا كان هناك طبيب لإسعاف السفير, بينما كان آخر يقيس نبضه.
ولدى إخراج السفير من المكان الذي كان محاصرا فيه بالدخان, قال أحد المشاركين في عملية الإنقاذ إنه توفي, فيما صاح آخر أنه لا يزال على قيد الحياة. وقد نقل ستيفنس إلى مستشفى بنغازي, ولم يتضح ما إذا كان توفي في الطريق أم في المستشفى؟